الأجراس

بواسطة ahmed salem

يا لأجراس الكنائس القليلة
في البقاع التي ترن بكل حين،
لكننا لا نكاد نسمعها،
لأنها خافتة رناتها،
أو تتصعد في السماء بعيدا.
ويا للمآذن الخرساءالتي تكبر
بكل حين،فلا نكاد نسمع تكبيرها
لأن تكبيرها يتلاشى عروجا في السماء،
ولأن الألباب لا تألفه.
هكذا عمينا وصمت الآذان،
فكل لأجل مكتوب أجله.
النفوس الجامحة عن سواء السبيل
وحدها  المهيمنة اليوم،
فترى رجال يسوقون رجالا،
إنها أعراف النفوس الجامحة،
ليس تخويفا وترهيبا فحسب،
بل طقوس الظلم تريد.
دكات القرابين عند المعابد معلومة ،
وفي أمكنة الكهنة والرهبان،
حجر من فوقه حجر،وعليها
يقدم قربان الآلهة أو تأكله النار.
لكن على ضفاف الفرات،
وخصوصا الضفة الشرقية،
لم تكن الدكات كالمعلومة لدى الآخرين،
بل كل الأرض دكة،وعلى التراب،
تقدم القرابين جموعا جموعا،
لأن الأرض عطشى للدم،
لأن الوطنية تعتاش على الدم،
لأن الأرض إذا لم تروى من الدم،
لاتكون وطنا شامخا فيعمر ،
وتتنزل بركات السماء.
فكل شموخ في أعرافنا،
قوته الدم.
ولبضع سنين خلت ،صارت
دكات القرابين في كل
أرض العراق،
هكذا صيروها،
(كل أرض كربلاء وكل يوم عاشوراء)

أضف تعليق